هذا المقال نُشر للمرة الأولى عام ٢٠١٨ على صحيفة عاجل الإلكترونية في قسم الأراء تحت عنوان (ماراثون البوكتيوب)
تعبر “رولينق” كاتبة سلسلة هاري بوتر الشهيرة عن تعلقها بالكتب فتقول “أعتقد أن شيئاً ساحراً يمكن أن يحدث عندما تقرأ كتاباً جيداً”.
تعد القراءة مهارة عالمية فلا توجد دولة بالعالم اليوم إلا ونجد فيها قراء يستمتعون بالكتب ولا يمانعون وضع ميزانية ٍلصنع مكتبة خاصة بهم كأفراد. في القرن ال ٢١ومع الثورة المعلوماتية وتغير معايير الأمور أصبحت كل المهارات موضع مشاركة لتصبح قيمتها مضاعفة. خذ الرياضة على سبيل المثال لم تعد محصورة على التمرن لوحدك لأنها يمكن أن تتحول لمحتوى قيم على شبكة الانترنت فنجد من يتقن الرسم يشارك بتقنياته ومن يتقن الطبخ يشارك أسراره وهكذا. إذاً ماذا عمن يتقن القراءة؟
منذ أيام كنت اتصفح موقع تويتر فوجدت وسم بعنوان “ماراثون البوكتيوب”. حاولت البحث عن مقالات تشرح لي ماذا يعني هذا؟ فوجدت حساب من أطلق الوسم فحاولت التواصل معه على البريد ليجيب على تساؤلاتي.
زكرياء شاب مغربي يعتبر نفسه “بوكتيوبر” مما يعني أنه يدير قناة يوتيوب مختصة بالقراءة والكتب، حيث يقوم بإنتاج فيديوهات تتحدث عن كتب قرأها ويستعرض نقده الخاص بها أمام الكاميرا أو يشارك في تحديات كالقراءة ليوم كامل وغيرها من الأمور التي تتمحور حول الكتب. “بوك” كتب، “يوبر” من كلمة يوتيوبر وتعني صانع محتوى يوتيوب. زكرياء مع صديقته بيان من السعودية أطلقوا حدث المارثون بوكتيوب وهو عبارة عن ماراثون مدته ٧ أيام من ٣٠ يوليو وحتى ٥ أغسطس، يجمع بين اليوتيوب والكتب وهدفه التحفيز على القراءة حيث يعتقدون أن الجماعة ستجعل من الأمر أكثر حماساً ومتعة.
منصة اليوتيوب تعتبر أساسية في هذا الحدث حيث يقوم من يشارك به في رفع فيديوهات على الموقع يتحدث فيها عما قرأه أو يوثق يومه خلال المشاركة. لكن أيضاً لا يشترط أن تكون لديك قناة للمشاركة ويطمح زكرياء بأن يصبح هذا الحدث بداية لقنوات جديدة تنضم لهذا المجتمع.
ما ألهم قارئنا لهذه الفكرة هو نجاحها على المحتوى الأجنبي حيث قامت صانعة المحتوى الكندية “اريل بيسيت” عام ٢٠١٤ بإطلاق حدث أسمته بـ”البوكتوباثون”. ويعتبر اليوم أشهر ماراثون كتبي يحظى بدعم دور نشر مرموقة كـبنجوين وموقع اليوتيوب نفسه.
ويعبر زكرياء عن النقطة الثانية التي ألهمته لبدء هذا الحدث فيقول “رغبتي الكبيرة في التأثير على مجتمع البوكتيوب العربي ليصبح نشيطًا متفاعلًا أكثر ومحفزًا على القراءة مُرحبًا بالقنوات الجديدة، لأنه
في فترة الماراثون نتعاون جميعاً من أجل إنجاح حدث واحد ونتعاون من أجل المصلحة العامة وهي تنشيط مجتمع البوكتيوب بغض النظر عن شهرتنا في المنصة أو أقدميتنا وهذا ما يساعد على نشر قيم التعاون والعمل الجماعي”
في هذا الماراثون ليس هنالك جوائز ولا شروط حيث يمكن لأي شخص سواء كان صانع محتوى أو لا أن يشرك وأيضاً لو كنت تستخدم منصة مختلفة فأنت مرحب بك ولكن لابد من أن تشارك في وسم الحدث حتى تكون جزء منه ويفضل أن يشارك متابعيك الكتب التي تقرأها وتعطي نبذه بسيطة عنها. بالإضافة إلى أنه ليس هنالك كتب موحده أو قوانين تحدد عدد الصفحات وغيرها فقط أقرأ كتاب على الأقل كل يوم.
للأسف لا يوجد من يدعم هذه المبادرة حيث اتضح لي أنها مجهود شخصي ولا يوجد دعم من دور نشر لها أو لصناع المحتوى المشاركين.
ولكن خلال فترة الماراثون وبفضل إحدى القائمين على هذا الحدث “المدونة بيان” قامت متاجر لبيع الكتب في السعودية بتقديم جوائز لبعض المشاركين كنوع من أنواع التحفيز.
وحسب تقديرات زكرياء الشخصية فإن عدد المشاركين تجاوز المئة مشارك من مختلف الدول العربية والأعمار والأجناس ويعبر عن سعادته بظهور صناع محتوى جدد في الساحة بسبب هذا المارثون الذي يعد الأول من نوعه، ويكشف لنا أنه سيعود من جديد لكن باختلاف جذري ولم يصرح عن موعده حتى الأن.
عبر قارئنا عن طموح هذا المجتمع بشكل بسيط بقوله “التحفيز على القراءة من خلال رفع نسبة القراء في المجتمع وتطوير المحتوى العربي الخاص بالكتب في مواقع التواصل الاجتماعي. أما الطموح الأخير الذي لمست أنه يهتم له الكثير من القنوات هو دعم الكتاب الشباب والكاتبات من الجيل الجديد وتمكينهم ومساعدتهم في الترويج لكتبهم.”
زكرياء ومجتمع القراء العرب ممن يتقنون هذه الهواية ابتكروا لهم طرق للمشاركة حيث تركوا بصمتهم العربية الخاصة في مجال المهارة التي يتقنونها. أن تكون شغوفاً هو شيء ولكن أن تنقل هذا الشغف لغيرك شيء أخر. كن سفيراً لشغفك.